قصة مجاهد

بسم الله الرحمن الرحيم


قصة مجاهد

لن ترقى كلماتي بحال من الأحوال لتكون قصيدة كما هم الكبار
ولكنها كلمات قلب مكلوم يأن حزنا واسى يبكي هما وغما
حسبنا الله ونعم الوكيل لما يجري اليوم
--------------------------------------

من خلف هذه الأسوار بدأت قصتي
من عذاب من رحيل من تعب
من طريق طويل فوق أشواك اللهب
والطفل المسكين... على كتف أبيه قد رقد
ياترى... هل سيحيى أم بمتاهات الغيب ذهب
وأخوه المحزون... بقطع اللحم وأنهر الدم
خط طريقاً قد اضطرب
***
يا أبت لم كل هذا النصب
أين خضرة الزيتون
أين ريحة الليمون
لم اقتلعت بلا سبب
أين ملاعب الأطفال
أين حقول السنابل ومياه الأنهار
لما صارت من الأطلال
***
يا أبت ...... يا أبت
ما بال تلك الرجال
أخذوا منّا الديار
***
يا أبت إلى أين نسير
أَ لنفترش الحصى حصير
ونأوي إلى تلك الخيام
يا أبت أعن الحق نسكت
وقد أتونا بالظلام
يا أبت
لا أرى حياة عز بين هذه الخيام تحت هذه الخيام حول هذه الخيام
قم بنا فأُخوتي قد ذبّحت كالأنعام
***
نعم.....
أشلاؤهم ودماؤهم قد ملأت أرضي
وعبق أريجهم قد صار عندي
فماذا ننتظر....
شجب ونباح وعواء
وصراخ لا يتجاوز الأنحاء
ما ذا ننتظر.... ما ذا ننتظر.
صحوة سكير من بين يدي عاهرة.
باع دماءنا بليلة فاجرة.
أننتظر نخوة قاتل
جلس على الكرسي وتربع
وللطواغيت حنى الرأس وركع
لثم الأرجل وقال إنّ لكم تبع
أهداهم نفطه.....
ميراث أبائه وأمه
وبعد كل هذا ننتظر... فماذا ننتظر
لم يعد بالعمر وقت ننتظر
***
فلننفجر... فلننفجر
وبحقنا لنشتعل....
ولتنصهر أجسادنا...
ودماؤنا لتمتزج بترابنا.
ولننقذف كالحمم أنهرا لا... لا تقف.
تسيل وكل ما بطريقها ينجرف
حتى تصل لعقولهم لقلوبهم فترتجف.
ودماؤهم بعروقهم تبقى وتجف.


حسام محي الدين تلاوي